هسألكم سؤال علشان نوصل لأصل المشكلة ...
كلنا عارفين إن فى أوائل التسعينات كان فى صحوة إسلامية كبيرة ... وعلى الرغم مما أخذ عليها من مآخذ إلا إن أكيد كان فى عدد كبير من الملتزمين ... طيب ... العدد ده راح فين ... ؟؟؟
كام مرة بتشوف واحد ملتزم كبير فى السن مثلا فى الأربعينات وتجده بيدخن ... أو بناته متبرجات ... وهو بلحيه خنافس ... وبيصلى فى المسجد فى المناسبات ...؟؟؟
كام مرة بتشوفي واحدة لابسه نقاب نينجا ... وعباية multicolour وممكن تلاقيها بتطلع مصايف مع عيلتها عادى وبتكلم الأجانب عنها عادى ... وولادها برده عادى اغانى و مفيش عندها مشكلة ...؟؟؟
باختصار كام مرة بتشوف واحد راح منه كل معانى الالتزام عدا بقايا لحية ... وواحده ذهبت منها جميع معانى الالتزام عدا نقاب ... يعنى بقى ملتزم صورة وشكل ؟؟
اليوم بضع إيدى معاكم على المشكلة ...
لازم نرجع بالأيام للخلف قليلا ... ونشوف إيه اللى حصل ... تعالوا نشوف النموذجين دول ... وشوف إنت وإنتى فى انهى مرحلة دلوقتى ... علشان تلحق نفسك قبل ما تبقى في يوم ما كان ياما كان ...
كان ياما كان فى شاب روش طحن ... مش سايب معصية إلا مبيعملها ... من عيله فوق المتوسطة ... وفي يوم مات أعز اصدقائة بينما كانوا بيشدوا مع بعض بالعربيات ... عربيته اتقلبت واتحرقت امام عينه ...
صاحبنا حس إن الحياة فيها معانى كتير مكانش شايفها ... بدأ صاحبنا يقرب من ربنا يوم بعد يوم .... لكن صاحبنا كان يفتقد شئ مهم جدا ... يفتقد الصحبة ... هو نفسه يلتزم بس حاسس إن في فرق كبير بينه وبين الملتزمين ... حتى لما بيكون معاهم مبيبقاش مبسوط أوى ... بيقارن دايما بين جلساته معاهم بعد الالتزام وجلساته مع أصحابه قبل الالتزام ...
المهم صاحبنا تقدم فى الالتزام بالفعل ... وبقى من المجتهدين فى الدعوة وطلب العلم ... وخلص الشاب كليته ... وبدأ يشتغل فى شغل تبع العائلة ... واتجوز بنت عمه ... هى كانت مش ملتزمه ... بس كان بيقول إنها يجى منها و عندها قابليه للالتزام ... و مرت الأيام وصاحبنا مع ضغط الشغل والجواز و بعد ما ربنا رزقه بأول ولد ... بدأ صاحبنا يبعد يوم بعد يوم عن الصحبة اللى أصلا كانت علاقته بيهم ضعيفه .... مش قادر يفتكر كام مرة اتصلوا بيه علشان يحضر معاهم الدروس ويطلع معاهم فى الدعوة ... كتير أوى ... لكن المشكلة مكانتش فى البعد بس ... فجلسات العائلة اللى كانت شبه أسبوعية كانت ليها تأثير كبير عليه ... ولاد عمه و ولاد عماته وزوجاتهم .... ده غير الرحلات فى الصيف ... من الآخر صاحبنا اندمج تانى مع الجو ده ... وطبعا هو كده كل اللى حوليه سعيد ... ومتسألش بقى كام صلوات جماعة ضاعت ... وكام سنن اتنست ... وبقى صاحبنا مجرد منظر ملتزم ... بقايا أو ذكريات ... حتى نفسه اللى كانت فى الأول بتلومه على اللى بيعمله ... هى كمان اتعودت ....
كان ياما كان فتاة .... عايشه حياتها بمنظورها عادى ... يعنى مكنش حد بيقولها إن فى حاجة اسمها حجاب فرض ... ولا إيه صفات الحجاب ده ... المهم ... انها تأثرت كتير بموت والدها ... وبدأت بالفعل تصاحب بعض الأخوات الملتزمات وتحضر دروس علم ... وكم من أرض خصبة تنتظر من يسقيها لتنبت ... هكذا كانت الأخت دي ... كانت مستنيه حد فقط يدلها على الطريق ... يوم بعد يوم والأخت بتقدم خطوه بخطوة ... وجاء المحك الأكبر في حياتها ... تقدم ليها شاب بمفهوم الناس محترم ... وظيفة كويسة وجايله فرصة للعمل فى دوله أوربية ... ومن الآخر ميترفضش بمفهوم أهل الدنيا ... الأخت كان نفسها فى واحد ملتزم يعليها فى الدين ... لكن مع ضغط امها وافقت وقالت .. هو كويس وأكيد في يوم ما الحاجات الناقصة دي هتكمل ... واختصارا ... كانت النهاية كالسابقة ... وبقت الأخت بقايا ملتزمة ...
ياترى ايه السبب .. والأهم إزاى نحمي نفسنا من إننا نوصل لكده :
1- نظرية الانصهار التدريجى : من اهم النظريات لتفسير الانتكاسات الجزئية ... بل وتفسير طريقة عمل الشيطان معانا ... لو إنت جبت كوب شاى ساخن ووضعته وسط اربع أكواب ثلج ... هيحصل إيه
الخمس أكواب هتصل لدرجة حرارة متوسطة ( الاتزان الحرارى ) يعنى الشاى هيسقع شوية والثلج هيسيح شوية
هى دي المشكلة ... وجودك فى وسط اقل منك التزاما أو غير ملتزم خطر عليك ... وأكيد هينقصوا منك ... مالم يكن لك وجود مع أوساط أعلى منك فتعليك ... وده مش كلامى ده ملخص الآية :
( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )
والحل بسيط : ارمي نفسك في صحبة أعلى منك على طول ولا تخالط خسيسي الهمة فيثبطوك
والغريب فعلا إن لو واحد انتكس تلاقى اصحابه الملتزمين بعدوا عنه ... أو لنكون أوضح فالبعد بيبدأ من المنتكس ذاته ... وفى نفس الوقت بيبدأ اصحابة القدام أو صحبة السوء تقرب منه أو بعبارة أدق برده هو اللى بيقرب منهم ...
.... وعلشان كده بقلك انت اللى في إيدك الاختيار لو صادق وعايز ترجع اختار صحبتك ... والمرء على دين خليله ... ومتخدعش نفسك كتير .. لو انت بتقول إنك نفسك ترجع بجد ... طيب بتعمل إيه مع الصحبة دي ؟؟؟ ياترى ترضى تحشر معاهم يوم القيامه ... يعنى اختم بالكلمة دي ... ( صحبتك = مصيرك )
2- الخطوط الحمراء : خطر كبير إن ميكنش ليك خطوط حمراء فى الدين ... يعنى خطوط فى الطاعات والعبادات لايمكن للدنيا تعديها مهما كانت ... وعلى قدر ما هتكون الخطوط الحمراء دى واسعه وتشمل حجم كبير من الدين على قدر ثباتك والتزامك
والحل : هات ورقة وقلم واكتب خطوطك الحمراء ( عبادات وطاعات ودروس علم ودروس وعظ وسماع شرائط ) وكل شهر حاول تزود فيها شوية لإنك كل ما هتزود فيها فإنك بتزود فى حمايتك وفى حالة حدوث أى اقتحام الحق قلبك على طول ودخله مغسلة الوعظ واسمعلك شريطين آخره على زيارة مقابر على شوية دعوات وهيبقى كله تمام ولو استعصى الأمر استعن بأحد المشايخ واعرض عليه مشكلتك علشان يشخصك ويديك الحل
3- واعلم أن مرة واحدة قد تكفى : تساهلك مرة فى معصية ... قد تكون نهاية كل ما بنيته
أوعى أبدا تتساهل فى معصية واحدة مهما صغرت ...
والحل : اعرف نفسك : ابعد نفسك دوما عن مناطق المعصية ... و احترم لحظات ضعفك ... وابعد عن نفسك طرق المعصية ... واعلم ان هدفك الأول هو رضى الرحمن وجنته وكل ما يبعدك عنها ... ابعده انت عنك من الآن
4- انك مقضيها وخلاص : عدم وجود هدف وعدم حمل هم الدين
والحل : اعرف إن المسلم مينفعش يعيشها كده لإن خيرتك مشروطة بالإيمان بالله والدعوة إليه
وراغبي أعالى الجنان لا يكادوا يجدون وقتا فى حياتهم لقضاء فى فضول المباحات
فتطلع إلى القمم واجعل هدفك المراتب العليا من الدين وان استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل
5- الجهل : من أكبر مداخل الشيطان ليك إنك تكون جاهل بدينك ... يستلمك بقى فى الوضوء ويشكك فى الطهارة وفى الصلاة ..
والحل : فتعلم دينك تحصن نفسك من هذا المدخل .. وضع لنفسك برنامج منتظم فى طلب العلم
6- اللى عايز يعمل حاجة بيعملها : أجبار فى الجاهلية خوار فى الإسلام
فاكر أيام المعصية ... كنت لما تحب تطلع رحلة ولا تتأخر بره البيت ولا ... ولا ... ولا ... مكنش فى حد فى البيت يقولك لأ ... ودلوقتى بعد ما التزمت ... مش عارف تروح مسجد
وإنت مش عارفه تلبسي نقاب بعد ما كنتى بتنزلى بلبس غصب عن والدك ووالدتك ايام المعصية ولو كان حد كلمك كنتى تعيطى لغاية لما يوافقوا
إيه ياجماعة ... هو الدين رخيص عندنا للدرجة دي ... ليه مستعدين نضحى بالدين فى سبيل أى شئ ... وليس العكس ... اعلم إن دينك هو أهم شئ عندك لو هتضحى بعمرك كله فى سبيل إقامة دينك ... فلن توفى ثمن الدين قط ... اوعى تستسلم بسهولة أمام ضغوط الحياة أو العائلة ... واعلم ان الخير كل الخير فى اختيارك للدين ... والهلاك الهلاك فى تفضيل اى شئ من حطام الدنيا الزائل عليه
لاتخف أى بشر مهما كان فى الدين ... فالله أحق أن تخاف منه ... ففلان لن يمنعك من الله ... والله يمنعك من كل شئ إن أنت أطعته وكنت على مراده
اختم برسالة بسيطة إلى كل أخ أو أخت منتكسه أو بيفكروا فى الانتكاس ...
كان الدين غريبا يوم جاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ... ومر الدين بصعاب شديدة ... عارفين ليه ... علشان اللى يثبتوا على الدين فى الآخر كان ليهم أكبر ثواب ومنهم من بشر بالجنة وهما لسه أقدامهم على الأرض ...
الفتن كتير ... واحنا بنمر وهنمر لسه بامتحانات كتير للتمحيص والاصطفاء ... فلاترضى ابدا إلا بأن تكون قائدا للصف الإسلامى ... لا أن تكون ممن يبتعد عنه لأى فتنه مرت به
... الدين غالى ياجماعة ... ولو إنت مضحتش مين اللى هيضحى علشانه
والثواب كبير والله ... جنات تجري من تحتها الأنهار و نظر لوجه الملك
واعرف ان تضحيتك غالية عند ربنا وإن ربنا هيشكرك عليها فى الدنيا قبل الآخر
قبل ما تفكر فى الانتكاس قول لنفسك إيه اللى يستاهل ابيع الجنة ؟؟ علشان بنت ولا سيجارة ولا وظيفة ولا مظاهر خداعة ؟؟؟
وقبل ما تفكر تكمل فى طريق الانتكاس قول لنفسك إيه اللى يستاهل لحظة عذاب فى جهنم نتيجة معصية من المعاصى اللى بعملها ومت قبل أن تتوب منها ؟؟؟ وقول لنفسك وفكر فى مصيرك لو مت على ما أنت عليه الآن ؟؟؟
ولو أخذت قرار الرجوع ... صبر نفسك بذكر الجنة واعلم أنه من تلمح العافية (( نعيم الجنة )) هانت عليه مرارة الصبر (( على مصاعب الدنيا )) و استعن بالله دوما ... ولا تستسلم أبدا مهما طالت معاناتك فنصر الله قريب ولا بد
(((( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ))))
اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور ... اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك ... اللهم اهد شباب المسلمين لما تحبه وترضاه واحفظهم بحفظ من الفتن ما ظهر منها وما بطن ... اللهم احينا مادامت الحياة خير لنا وأمتنا ما دام الموت خير لنا ...وإن أردت بقوم فتنة فأقبضنا إليك غير مفتونين