هى تركته منذ زمن بعيد
هو لم يستطع يوماً أن ينساها .. صورتها دائماً فى خياله ينظر الى السماء فيراها وينظر الى الأرض فيراها أيضاً وربما رأها فى وجه كل من ينظر اليه.. لم يحاول يوماً أن ينسى بل كان كل حرصه أن لا ينساها.. يتذكرها فى اليوم آلآف المرات
تدفعه ذكرياته الى السير حيث كان يسير معها ويقف فى نفس الأماكن التى كانو فيها يقفون أحياناً يسير يميناً وأحياناً آخرى يسير يساراً ربما يضع قدمه على مكان قدمها وطئته .. ويقف فجأة ويقول هنا كنت أمضى معها واضعاً يدى حول خاصرها كنت أسمع منها أجمل الكلامات وأقول لها أجمل الأشعار
آه يا آللهى أين هى الآن
ربما تسيل من عينه بعض الدموع فيجففها بيده وهو فى غاية السعادة.لأن أكثر شئ يريحه هى الدموع
ويمضى فى طريق الذكريات .. نعم هذه هى الشجرة التى حفرنا عليها حروف أسمينا .. هل مازالت الحروف موجودة .. يقترب وينظر نعم موجودة فينظر الى الحرفان الذى يفصل بينهما قلب قد خرج منه سهم ويبتسم قليلاً وتجول فى خاطره الذكريات ويتذكر وهى تكتب أول حرف من أسمه بيدها ويكتب هو أول حرف من أسمها .. يتذكره كأنه كان بالأمس رغم مرور السنين
ويسير فى طريق الذكريات وفجأة يتوقف أمام حديقة صغيرة
آه كم كان ذلك اليوم جميلاً حينما كنا نسير هنا .. لا أعرف كم مر من السنين على ذلك اليوم ولكنى أتذكره جيداً
ويجلس بين الأزهار فى نفس المكان ويتذكر حينما كانت تضع رأسها على صدره وأنامله تداعب شعرها الجميل وأصوات العصافير يستمعان أليها من كل أتجاه
وتخرج صرخه من داخله أين أنتى الآن