زارني ملاك الموت ذات ليلة بلباسه الأبيض الذي يشع نورا إلهيا فذهلت لروعة المشهد وأنست به فصمتت برهة ثم سألته :
هل حان موعد رحيلي ؟؟؟
هل أن الأوان كي أودع تلك الحياة البائسة بما فيها؟؟؟
لحظة ...
كي أودع من أحببتهم يوما ...
كي اشتم رحيق وردتي الجوريه ....
كي أحيا للمرة الأخيرة...
أمهلني لحظة ...
كي أودع هذا الجسد الفاني ...
كي أودع أحزاني رفيقة عمري...
كي أودع القلق واليأس ...
وكأني أرى روحي تبحر في فضاء واسع والسماء زرقاء صافية ...
وهدوء لم أعهده من قبل ...
عقلي أصبح صفحة بيضاء تلاشت منها الأفكار ...
والقلب قد تباطأت نبضاته
والجسد قد ارتخى يلفظ أنفاسه الأخيرة...
وكأني أصبحت شخصا أخر ...
ترى هل هذا هو الموت ؟؟؟ هل قدر لي أن أعيش وأموت وحيدة؟؟؟
يا لها من ساعة تقشعر لها الآبدان... وتحتار بها الألباب... ساعة تفقد الكلمات معانيها ...
وذكريات تحيط بك من كل صوب ...
وروح تفارق جسدها لتعود لباريها...
ونفس معذبة ارتاحت بعد سنين الآلام والوحدة القاتلة.....
ترى هل سيبقى لي ذكرى بعد رحيلي آم إن رحيلي سيكون أخر ذكرى؟؟؟...
ترى هل كان لحياتي منفعة أم إن رحيلي كان اكبر منفعة؟؟؟...
ترى هل ستكون الجنة مأواي أم النار؟؟؟...